البرنس الفلسطيني ::المدير العام للمنتدى::
عدد الرسائل : 170 الاقامة : دولة الامارات العربيه المتحدة تاريخ التسجيل : 16/06/2007
| موضوع: دموع على سفوح المجد - الفصل الأخير الخميس يونيو 21, 2007 11:20 am | |
| توقف الدكتور إياد فجأة وقال: - دعنا نشرح الأمر كما يلي.. لديك منهاجك الدراسي الواسع، لا سيما وأنت الآن على أبواب التخرج، ولديك اهتمامك بالخاص بأبحاث السرطان، والذي يتطلب منك رؤية الحالات السرطانية المختلفة، ودراسة تشريحها المرضي، وملاحقة كل جديد يصدر في المجلات الطبية حول هذا المرض. وهذا يتطلب منك أن تكون قريبا من عيادتي ومختبر أبحاتي لأطلعك باستمرار على الحالات التي تأتيني. وبذلك تتعمق خبرتك بهذا المرض، فإذا ما ذهبت للإختصاص برعت فيه. وتفوقت على زملائك ونلت أعلى الشهادات وحزت على إعجاب أساتذتك وتقديرهم.. بالمناسبة أنا أعرف عدداً من العلماء المهتمين بأبحاث السرطان في أمريكا بصفتي زميلاً في (( الجمعية الأمريكية للسرطان)) بما فيهم الدكتور ((فرانكلين جاكسون)) رئيس الجمعية وأنا على صلة مستمرة به، حيث نتبادل الآراء حول آخر ما يجدُّ من أبحاث ونظريات ومعالجات لهذا المرض، وسوف أحدثه عن طموحك، وأطلب منه أن يتدخل من أجل قبولك في إحدى الجامعات الأمريكية، وهو لن يتأخر، لاسيما عندما يرى وثيقة درجاتك المشرفة والتي ستتوجها هذا العام بتخرج متفوق إن شاء الله.. بالمناسبة.. حاول أن تحضر لي صورة وثائق تخرجك بمجرد صدورها حتى أتمكن من إرسالها إلى أمريكا في أقرب وقت.. - قال عصام والفرحة تغمره: - دكتور.. لا أدري كيف أشكرك على هذا الاهتمام.. إن اندفاعي للتعاون معك يزداد يوماً بعد يوم!. قال الدكتور إياد وهو يرمق عصاماً في عتاب: - إنما أقوم بواجبي يا بني، أم أن الواجب أمسى في نظرك تطوعاً نبيلاً يستوجب الشكر والثناء؟ قال عصام وهو يداري ارتباكه أمام عتاب أستاذه الرفيق: - إذا لم يشكرك لساني فيشكرك قلبي.. إن لم يكن لأنك تقوم بواجبك فلأنك تعلمني ما هو الواجب. ابتسمت سامية لهذا الرّد اللبق بينما سأله الدكتور إياد: - كيف لغتك الإنكليزية؟ - جيدة والحمدلله.. إنني أقرأ المراجع المكتوبة بالإنجليزية بطلاقة. - حسن جداً.. فلتكثر من ذلك حتى توفر على نفسك سنة اللغة التي يحتاجها الطلبة عادة لتقوية لغتهم وهذه مكتبتي تحت تصرفك لك أن تستعير منها المرجع الذي تريد. - شكرا لك، ولكن.. كيف سنتعاون؟.. أقصد كيف سيكون برنامجنا معاً؟.. قطّب الدكتور إياد وجهه مفكراً ثم همس بنبرة حائرة/ - في الحقيقة هذا ما أفكر فيه.. - أنا مستعد للتوفيق بين دراستي وتعاوني معك مهما كانت أعباؤه، وما هي إلا أشهر وتمضي.. سأتحمل تبعها وأمري إلى الله. قال الدكتور إياد في حماس وقد أضاء وجهه بابتسـامة مشرقة: - في الحقيقة لديّ فكرة.. فكرة علمية جداً.. تحلّ لنا الكثير من المشاكل وتوفر لنا المزيد من الوقت مما يساعدك على إنجاز مشروعك بنجاح.. لكنها فكرة غريبة بعض الشئ وقد تتشنج إزاءها!... - أقبلها مهما كانت. - لا تتسرع... اسمعها ثم اعطني رأيك بصراحة.. لعلك لا تعلم أني أملك عمارة كبيرة مؤلفة من ثلاثة طوابق وكل طابق مؤلف من شقتين، خصصت الطابق الأرضي للعيادة والمختبر، وأشغل أنا وأسرتي الطابق الثاني بشقتيه، بينما الطابق الثالث فارغ، ولا أنوي استعماله أو تأجيره حالياً، فما رأيك لو انتقلت أنت والوالدة إلى إحدى الشقتين الخاليتين، وبذلك نستطيع تنسيق أوقاتنا بما يناسب ظروفك ويحقق طموحك.. فما رأيك؟ استغرب عصام لهذا العرض، وأدهشه هذا التحمس من الدكتور إياد، واهتزت نفسه لهذه الأريحية، فأطل التردد من عينيه، وقال: - لقد فاجأتني بهذا العرض، ولا أدري ماذا أقول؟ - ألم أقل لك لا تتسرع بالجواب.. فكر بالموضوع مع الوالدة. - بالنسبة لي لا توجد مشكلة، فأنا مستعد لكل ما يخدم مشروعنا، ولكن الوالدة قد تمانع في ذلك، كما أنني أريد أن أعرف طريقة السكن عندك. هل هو سكن بالأجرة؟.. أم أنك ستبيعنا البيت؟.. ثم لا بد من دراسة ظروفنا المادية على أساس هذه الطريقة!.. قال الدكتور إياد وهو يبتسم في هدوء: - سامحك الله يا بني.. اعتبرها ضيافة، أم أنك لا ترغب في جواري؟ - معاذ الله، ولكن الوالدة حساسة جداً في مثل هذه القضايا.. إنني أعرفها جيداً. أرسل الدكتور إياد تنهيدةً وقال: - بالنسبة للقضايا المادية سنسويها كما ترتاح أنت ووالدتك، أم بالنسبة لموقف والدتك، فمهما كان صعباً فلن يصعب على ابنها الغالي.. أنا أب يا عصام وزوجتي أم، وأعرف ضعف الأم أمام رغبات أبنائها، لا سيما أمثالك.. هذه سامية أمامك، اسألها كيف تقنع أمها بما لا تريد... ابتسمت سامية ولاذت بالصمت، بينما قال عصام: - أعدك بأني سأدرس معها الفكرة، وأحاول إقناعها.. - وإن لم تقتنع فسأتدخل شخصياً لتحقيق ذلك. والآن أرجو أن تسمح لي فقد اقترب وقت المحاضرة ولا بد من التحضير لها. قالت سامية وهي تهم بالنهوض/ - أترى يا عصام إن والدي يهتم بك أكثر من اهتمامه بابنته. تساءل عصام متجاوبا مع دعابتها: - لعلها الغيرة؟!. - بل هي الغبطة با بني. هكذا قال الدكتور إياد وهو يضحك ضحكته المميزة، وقد أضمر في نفسه شيئاً!. * * * | |
|