~¤§¤~منتديات المبدع~¤§¤~
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
~¤§¤~منتديات المبدع~¤§¤~

°°~¤§¤~منتديات المبدع~¤§¤~°°
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 دموع على سفوح المجد - الفصل الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البرنس الفلسطيني
::المدير العام للمنتدى::
::المدير العام للمنتدى::
البرنس الفلسطيني


عدد الرسائل : 170
الاقامة : دولة الامارات العربيه المتحدة
تاريخ التسجيل : 16/06/2007

دموع على سفوح المجد - الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: دموع على سفوح المجد - الفصل الثالث   دموع على سفوح المجد - الفصل الثالث Emptyالخميس يونيو 21, 2007 11:16 am

الـفـصــل الثالث
- الكلية كلها تتحدث عن مبادرة أبيكِ التي وعد فيها بتبني المواهب العلمية. يقولون بأنه كان يقصد عصاماً بعرضه..
أجابت سامية في حماس:
- هذا صحيح.. فوالدي يحبه جدا، ويرى فيه شاباً نادراً بذكائه ونبوغه وطموحه.
سألتها ((منى)) وهي ترميها بنظرة ماكرة:
- وأنت؟.. وماذا ترين فيه؟..
- أنا؟..
أجل أنت.. إن اهتمامك بعصام لا يخفي عليًّ يا عزيزتي...
- أنت تتوهمين.
- سامية لا تراوغي معي، فأنا أرفك جيداً، إنًّ عصاماً من النوع الذي يستهويك، فهو شاب هادئ.. مؤدب.. متفوق.. وسيم.. وذو شخصية آسرة...
قالت سامية في حزم:
- ((منى)).. لا تطرقي أمامي هذه الأحاديث. احتفظي بملاحظاتك لنفسك.
ضحكت منى وقالت:
- لا داعي للغضب... اعتبري كلامي مزاحاً...
- لكنه مزاح ثقيل لا أحبه.
- حسناً.. حسناً.. كما تريدين.
قالت سامية في ضيق محاولة إنهاء الحديث:
- هيا بنا الآن، فقد اقترب موعد المحاضرة...
ثم مضت بصحبة ((منى)) غاضبة، غارقة في خواطرها...
هذه الفتاة المزعجة لم تعد تروق لها، لكنها تضطر لمجاملتها أحياناً وفاء لذكريات قديمة.. إذ أنها الوحيدة من بين زميلاتها في المدرسة التي دخلت معها كلية الطب، فنشأت بينهما صداقة قوية في البداية لكن ((منى)) ما لبثت أن انجرفت مع تيار الانحلال الذي اجتاح الجامعة في السنوات الأخيرة، وكانت بداية انزلاقها رحلة جامعة تعرفت خلالها (( بصفوان)) الذي سحرها بثرائه الواسع ومظهره الباذخ وكلامه المعسول ففتنت به وانساقت وراءه وكأنها تعوض من خلاله عن حرمانها من مباعج الحياة التي لم تتمكن عائلتها الفقيرة أن توفرها لها، فاستغل ((صفوان)) نقاط ضعفها واستدرجها إلى حياته العابثة الفاجرة. وحاولت سامية إنقاذ صديقتها، فحذرتها من ((صفوان)) وألاعيبه الماكرة، لكنها لم تلق بالاً لنصائحها، وأمعنت في سلوكها الجديد، فتراجعت علاقتهما حتى أخذ شكل المجاملة الباردة تضطرهما إليها ظروف الحياة الجامعية.
إن ما يزعج ((سامية)) حقاً أن ((منى)) قد لاحظت اهتمامها بـ((عصام))، لكنّ!.. متى كانت تعبأ بملاحظة فتاة مستهترة كهذه؟.. إنها فتاة واثقة بنفسها، وحسبها سلوكها الجامعي النظيف الذي سوف يخرسُ كل الألسنة التي قد تحاول الاصطياد في الماء العكر...
إنها لم ترتكسب خطأ إذ اهتمت بـ((عصام)) فهو شاب متميز فعلا بشخصيته وسلوكه.. لشدَّ ما يجذبها هدوؤه الآسر، وهذا البريق العجيب الذي يلوح في عينيه.. إنها تحس فيه ذكاءه المتَّـقـد وقد امتزج في نظراته بكآبة عميقة تحكي قصة حزن قديم.
لقد كان الجميع أمس يصغون إلى أبيها وهو يدلي بأفكاره ويناقش طلابه، أما هي فقد كانت شاردة اللب، مشغولة الفؤاد تفكر في ((عصام))وتبحث عن مفتاح شخصيته الذي تدخل به إلى قلبه وعقله.
إنها فتاة ناضجة تضج حيوية وأنوثة، لكنها ترفض الابتذال، وتكره أن تلفت نظر من تتمناه بالأساليب الرخيصة التي تلجأ إليها الكثيرات، كما أنها لا ترضى أن تتزوج من أي شاب يطرق بابها، لأنها ترى في الأسرة مؤسسة خطيرة ينبغي أن لا تمنح إدارتها لأي كان... إنِّها تحلم برجل يناسب تطلعاتها، وتلتقي معه في فهمه للحياة.
- ((ترى كيف ينظر عصام للحياة؟.. وما هو تصوره للحياة الزوجية؟.. ثم ما هي الشروط التي يطلبها في زوجته؟.. إني ألاحظ في عينيه اهتماماً خاصاً بي، ولكن.. ألا يمكن أن يكون مبعث ذلك هو احترامه لوالدي وحبه له؟.. ليتني أدرك ما يفكر فيه، ولكن كيف؟..)).
ترددت هذه الأسئلة في خاطرها بإلحاح.
لقد علّمها والدها أن البيت السعيد هو البيت الذي يديره الرجل القوي الأمين وتعمره المرأة المخلصة بالحب والحنان لينشأ الأطفال في ظلاله نشأة سليمة.. متوازني الشخصية.. أقوياء النفس والجسد.. أنقياء الضمير...
- ((الأطفال!.. ما أروع الأطفال!..)).
هكذا رددت سامية في نفسها، ففي أعماقها غريزة أمومة جارفة لا تدري متى سيكتب لها الإرتواء، وفي صدرها طاقة هائلة من الحب والحنان تريد أن تنبثق.. لكم تتمنى أن تصبح أما لتحضن أطفالها.. لتضمهم تحت جناحها، وتسبغ عليهم من عطفها وحنانها وتصنع منهم رجالاً ونساء يتبوَّؤون مكانتهم الرفيعة بين الناس...
وانتبهت سامية إلى قدوم ((صفوان)) باتجاههما، فشعرت نحوه بالاشمئزاز، فأستأذنت ((منى)) وانصرفت تجنباً لهذا الشاب المتعجرف السخيف الذي يرميها دائماً بنظرات مستعلية تنطق بالهزء والتحدي لا سيما بعد أن علم من صديقته ((منى)) رأيها فيه.
وفي طريقها صادفت ((عصاماً)) وهو يتحدث مع صديقه ((سعد)) وسمعته يقول في حماس:
- الطب مسؤولية وأمانة...
فتساءلت في أعماقها:
- أين الثرى من الثريا؟!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دموع على سفوح المجد - الفصل الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دموع على سفوح المجد - الفصل الأول
» دموع على سفوح المجد - الفصل الثاني
» دموع على سفوح المجد - الفصل الرابع
» دموع على سفوح المجد - الفصل الخامس
» دموع على سفوح المجد - الفصل الأخير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
~¤§¤~منتديات المبدع~¤§¤~ :: قسم القصص والروايات-
انتقل الى: